الأحد، أوت 26

بيان الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس - تونس


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بيان الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس - تونس

هل نسيتم جرائم حمامة بيريز؟
فوجئ الشغالون بجهة صفاقس بالإعلان المنشور في صحيفة "الصباح" بتاريخ 07-08- 2007 الذي يدعو فيه الأطفال التونسيين للمشاركة في مسابقة متوسطية بعنوان "اطفال العالم وحمامة بيكاسو للسلام" والملفت للانتباه أن هذه المسابقة دعت إليها مؤسسة "ليو سافير" التابعة لمركز صهيوني إسمه " مركزشمعون بيريز للسلام" وستشارك فيها عدة صحف عربية منها "الصباح" وكذلك صحيفة "يدعوت أحرنوت" الصهيونية. وما يزيد في حيرة الشغالين في الجهة هو أن نشر مثل هذا الاعلان على صفحات صحيفة تونسية وعدة صحف عربية أخرى يمثل سابقة خطيرة لم تشهد الساحة الاعلامية والثقافية في تونس في السابق ما يماثلها في وضوح مراميها التطبيعية مع الكيان الصهيوني.
إن الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يعتبر أن استعمال المؤسسات الصهيونية للصحافة اليومية العربية كأداة والطفل العربي كوسيلة لانجاح حملة التطبيع مع الكيان الصهيوني هو مؤشر لخطورة وعمق المشروع الامبريالي الصهيوني داخل الوطن العربي. فالمسك بزمام القنوات الإعلامية الأكثر انتشارا والبحث عن منافذ لاختراق ذهنية الطفل العربي هو ما تسعى إليه الدوائر الصهيونية لإرساء مخطط منهجي يهدف إلى الاجتثاث التدريجي لكل القيم المستمدة من مخزوننا العربي الاسلامي. لقد صقلت هذه القيم الأصيلة ثقافة المقاومة التي تغذى بها أبطالنا الأشاوس في فلسطين والعراق وفي كل المواقع الصامدة داخل وطننا العربي الكبير ومكنتهم من إلحاق هزائم نكراء للعدو الصهيو- أمريكي، لهذا السبب أدرجت كامل مكونات الهوية العربية الاسلامية في لائحة الاجتثاث.
إن إقدام الدوائر الإمبريالية والصهيونية على ترتيب مخطط دقيق والشروع في تنفيذ برنامج تهيئة المواطن التونسي لاستيعاب ثقافة التطبيع مع العدو يفرض علينا أولا التذكير بحقيقة ممارسات هذا الكيان الصهيوني الغاصب وتعرية مخططاته الاستعمارية وثانيا غلق كافة المنافذ التي يحاول أعداء الأمة التسرب منها لاختراق ذهنية المواطن التونسي.
إن بيريز الذي اختارته الصهيونية رمزا لسلامها هو ذلك المجرم الذي نفذ أفظع المجازر ولعل أشهرها مجزرة "قانا" التي استهدف فيها ملجأ للأطفال والشيوخ في جنوب لبنان سنة 1996. والأطفال الصهاينة الذين أعدتهم مؤسسة بيريز للتحاور مع أطفالنا هم أنفسهم الأطفال الذين بعثوا برسائل "سلام " كتبوها على الصواريخ التي أطلقها العدو الصهيوني على لبنان في جويلة 2006 وتسببت في قتل مئات الأطفال.
إن حرص الإمبريالية والصهيونية على إعداد مشروع تطبيعي بهذه الشمولية يندرج في إطار سعي الإدارة الأمريكية إلى تقليص مشاعر العداء المتنامية لكل ما هو أمريكي وصهيوني بسبب افتضاحها على ساحات المواجهة في فلسطين والعراق ولبنان وكذلك في إطار البحث عن مخرج من الهزيمة النكراء التي ألحقتها بها المقاومة العراقية الباسلة وذلك أولا بالحرص على عزل هذه المقاومة عن محيطها العربي للاستفراد بها وثانيا بالعمل على التقليل من شأن انتصار هذه المقاومة الأسطورية باعتبار أن من نتائجه المباشرة انتشار ثقافة المقاومة في ذهنية المواطن العربي.
وأمام ما يشكله هذا المشروع التطبيعي من خطر على أمننا وثقافتنا الوطنية فإننا نطالب صحيفة "الصباح" وبقية الصحف العربية الأخرى بالانسحاب من المسابقة الصهيونية وندعو كافة القوى الوطنية لتعزيز روح اليقظة لدى المواطن التونسي وذلك بدعوته لمقاطعة كل ما هو صهيو- أمريكي والتشهير بجرائم المحتلين والعمل على تهيئة الظروف لمحاكمة مجرمي الحرب الحقيقيين.
الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس - تونس
الكاتب العام
محمد شعبان

ليست هناك تعليقات: