السبت، أكتوبر 6

المنهاج الثقافي البعثي ضرورة ملحة

المنهاج الثقافي البعثي ضرورة ملحة


فالح حسن شمخي


بعد مرور اربعة سنوات على الاحتلال الامريكي لارض العراق الطاهرة نجد ان حزب البعث العربي الاشتراكي الذي حمل البندقية المقاومة منذ اليوم الاول لاحتلال بغداد الرشيد بحاجة الى العمل على اعداد منهاج ثقافي مركزي يهدف الى اسناد البندقية المقاتلة من جانب ومن جانب اخر منع الشطط الفكري او عدم قدرة البعض من رفاقنا البعثيين على الدفاع عن الفكر البعثي بالشكل المطلوب لاسيما في هذه الايام والبعث يتعرض الى حملة تشويه من قبل الدوائر الاستعمارية وابواقها التي تنعق من الارض العربية وارض العراق ، فبعد ان عجز المحتل الامريكي عن اجتثاث البعث معتمدا على قوانين جائرة وبعد ان عجز عن اسكات البندقية والاصوات والاقلام البعثية المقاومة والمجاهدة عبر كل الوسائل ، لجاء الى العمل على تشويه مسيرة البعث النضالية منذ التاسيس وحتى يومنا هذا ، والمسيرة هنا مسيرة البعث الفكرية التي مرت بتطورات ومتغيرات عبر المؤتمرات القومية والقطرية للحزب ومن اهمها المؤتمر القومي السادس والمؤتمر القطري الثامن للحزب ، ومسيرة البعث وهو يقود الحكم في القطر العراق لمرتين وفي القطر السوري قبل عملية الانقلاب على القيادة القومية التي تمثل الشرعية البعثية ، من خلال رمزها التاريخي المرحوم احمد ميشيل عفلق ، و راينا كيف حاول المحتل واعوانه تشويه مسيرة البعث الجهادية خلال السنوات الاربعة فلم تجد نفعا المصطلحات التي اطلقها وروجتها وسائل الاعلام ومنها على سبيل المثال ، ازلام ايتام بقايا النظام البائد وغيرها




لم يفلح المحتل بتشوية مسيرة البعث الجهادية خلال السنوات الاربعة المنصرمة من عمره في العراق وذلك بسبب صلابة وشجاعة المقاومة البعثية المجاهدة تحت قيادة المجاهد الرفيق عزة ابراهيم الدوري والقوى المقاومة الاخرى للمشروع الامريكي الصهيوني الفارسي في العراق ، فقد واجه البعث الاحتلال بكل مايملك من تكنلوجيا متطورة بمقاومة عنيفة منظمة استخدمت اسلحة بدائية الصنع ابتكرها العقل العراقي المجرب ، و نتيجة لتطور هذه المقاومة جاء الاعلان عن انبثاق القيادة العليا للجهاد والتحرير التي تمثل اكثر من 22 فصيل مقاومة ، وفي الوقت نفسه فشل المحنل واعوانه من تشويه صورة القيادة البعثية المجاهدة ومسيرتها في حكم العراق وذلك من خلال الموقف البطولي ، الاسطوري الذي شاهده ابناء العراق والامة العربية المجيدة و العالم عبر الاعلام المرئي لقيادة العراق وعلى راسها الشهيد القائد صدام حسين ورفاقه الشهداء والاسرى فكان يوم ارتقى شهيد الحج الاكبر صهوة الشهادة والرفاق برزان الحسن والبندر ورمضان يوما تاريخيا يؤكد عظمة البعث وقادة مسيرة البعث خلال 35 سنة الذين حكموا العراق برجولة وشجاعة قل مثيلها في وطننا العربي ، ان استشهادهم قد منح البعث و اعضاءه في العراق والوطن العربي فخرا ومجدا وكبرياء ، اما موقف الرفاق الاسرى قادة المسيرة من عسكريين ومدنيين في المحكمة المعدة لاغتيالهم ، فهو دليل على سلامة المسيرة وعلى ان المحتل الامريكي اعجز من ان يشوه هذه المسيرة ، فكلنا شاهد الرفيق طارق عزيز و ابوالحسن وسبعاوي ابراهيم الحسن وسلطان هاشم ورشيد التكريتي والمشهداني ووووووووووألخ ، هذا من جانب اما من الجانب الاخر فان شعب العراق اليوم يبكي ندما على ان مسيرة البعث في الحكم لم تستمر بسبب الاحتلال واعوانه ، فمع شحة الكهرباء والماء والغذاء بسبب سرقة الاحتلال وحكوماته المتعاقبة العراق نجد ان الامان قد فقد وهو ابسط متطلبات العيش الانساني وان السيادة قد ازالها الانجاس من قاموس عراق المنطقة الخضراء وان ظاهرة الاعتقال والقتل على الهوية والاغتصاب اصبحت من بديهيات العصر الامريكي والايراني الجديد في العراق




ان البرامج التلفزيونية التي تبث هذه ايام ومنها برنامج المستقلة ومحاولة البعض من الذين كانوا يحسبون على البعث ، التعرض للبعث وقيادته عبر الاعلام او محاولة شق صفوف الحزب معتمدين على طروحات مشوهه فكريا ، تدعونا كبعثيين ملتزمين بشرعية البعث وقيادته الى العودة لدراسة الفكر البعث وينابيعه المعروفة لكي نتمكن من الرد على تهافت هؤلاء اولا ومن ثم مساعدة البعض من رفاقنا الذين بحاجة الى حصانة فكرية او الذين تعرضوا الى مايشبه عملية غسل الدماغ عبر اختلاطهم بمن يمزج السم في العسل او تاثرهم بالماكنة الاعلامية الغربية ، ففي برنامج المستقله مثلا يقراء علينا المدعو الربيعي نص يقول انه من كتاب في سبيل البعث للمرحوم احمد مشيل عفلق مؤسس الحزب ، دكتوراه بالفكر السياسي لايذكر من اي جزء ولا من اي صفحة اقتبس ، فالنص الذي ذكره لاينسجم اطلاقا مع الفكر البعث ولا مع القائد المؤسس الانسان الذي عرفناه عبر مسيرته النضالية وابداعه الفكري ، ان على البعثيين مهمة العودة الى دراسة الفكر البعثي بتبصر لكي نفوت الفرصة على اعداء العراق والامة العربية المجيدة والبعث العظيم ، فالثقافة سلاح لايقل اهمية عن سلاح المقاومة ، وسفر البعث الثقافي حافل بالمنجزات الفكرية القيمة لقادته ، فبالاضافة الى المؤتمرات القومية والقطرية للحزب ، والسلسلة الزرقاء و الحمراء هناك سلسلة نضال البعث 12 جزء وهنالك كتابات خالدة للمؤسس ومن اهمهيا في سبيل البعث والبعث والتراث وهناك كتابات وخطب الشهيد القائد والرفاق الياس فرح وناصيف عواد ، اما مايكتب على المواقع المجاهدة البصرة والمحرر وشبكة الرافدين من مقالات وحوارات مع الرفاق عبد المجيد الرافعي و قاسم سلام فتعد كنز ثقافي لنا كبعثيين او جماهير متعاطفة مع البعث لكي ننهل منه لنحصن انفسنا ونحن نواجه هجمة شرسة امبريالية تملك ماكنة اعلامية رهيبة تستهدف حزبنا فكرا وتنظيما وقيادة




ان دراسة اي فكر بحاجة الى خطة ومنهج وتدرج ومن غير ذلك فان الدراسة تكون مشوشة ولاتؤدي الهدف المراد منها وهناك مثال واقعي لابد لنا من ذكره ، خرج علينا في الايام الاخيرة اكثر من ناطق رسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي عبر وسائل الاعلام وللاسف كانت التصريحات غير منسجمة مع بعضها مما سبب لنا ارباك ، لكن الامر حسم عندما عرفنا ان الناطق الرسمي باسم الحزب هو الرفيق الدكتور ابو محمد وبالتالي فان المصدر الوحيد الذي لابد لنا ان نثق به ونتعامل معه هو الرفيق الدكتور ابو محمد ، ان قيادة الحزب وبالرغم من الظرف الموضوعي الذي تعيشه ويعيشه الحزب والذي يتطلب التعامل مع البندقية والفعل الجهادي اولا ، مدعوة الى اصدار منهاج ثقافي ينسجم مع المرحلة الحالية ، فكلنا يعرف ان للبعث العظيم وخلال سنوات حكمه للعراق منهاج ثقافي للمؤيدين والانصار والاعضاء وهناك جريدة الحزب الداخلية ، وكان ذلك المنهاج معبرا عن المرحلة التي كان يعيشها الحزب وبما اصطلح على تسميته بالنضال الايجابي ، اما اليوم والحزب يعيش النضال السري فالمنهاج الثقافي الذي نتطلع اليه لابد له من ان يعبر عن المرحلة الحالية مع الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الموضوعية التي تحيط بالحزب جراء الاحتلال ، لكن المنهاج الثقافي امر لابد منه لاسيما وان هناك الكثير من الشباب المؤمن بعروبته وحقه في الحرية والكرامة قد انضم الى صفوف الحزب خلال فترة الاحتلال في العراق وخارج العراق وهذا الجمع المؤمن يتطلع الى ان يقدم له رفاقه زاد ثقافي يستخدمه كسلاح مضاف الى البندقية المجاهدة




فالح حسن شمخي