الخميس، سبتمبر 20

بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق

بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق
20/9/2007
بسم الله الرحمن الرحيم


ماهي الاهداف الحقيقية للتصعيد الامريكي الإيراني؟


تشهد المنطقة تصعيدا متعمدا ومخططا تقوم به الولايات المتحدة وايران، مباشرة او عبر اجهزتهما الخارجية، لدرجة انه استحوذ على الاهتمام الرئيسي في المنطقة والعالم! فما هي الاهداف الحقيقية لهذا التصعيد؟ وما هي حدوده؟ لتقديم جواب ينبغي ملاحظة ما يلي :
1 – رغم حدة التصعيد بين الطرفين فان اتصالاتهما لم تنقطع ويهيئان لعقد اجتماع رابع رسمي بين السفيرين الامريكي والايراني في بغداد لمواصلة خطة تقسيم العراق، التي تم الاتفاق عليها بينهما


2 – بعد ان تأكدت الاجهزة الامريكية من ان الهزيمة محققة ولا مفر منها مهما حاولت امريكا تغيير الخطط والقادة، وبعد ان قدم الجنرال بتريوس والسفير كروكر تقريريهما وشهادتيهما اما الكونغرس الامريكي، وبعد ان بنا بوش على ذلك موقفه، توفر غطاء من الدخان الكثيف لعقد صفقة اقليمية ايرانية امريكية على حساب العراق والامة العربية. ان الخروج الامريكي من العراق يتطلب قبل كل شيء تنفيذ خطة تقسيم العراق الى ثلاثة دول والتوقيع على عقد نفطي ستراتيجي طويل الامد، وهذان المطلبان الامريكيان هما المقدمة الطبيعية للانسحاب وترك العراق فريسة للصراعات الداخلية المريرة بين دوله القزمة الثلاث، وللصراعات الاقليمية العربية الايرانية، وباشراف وضبط من قبل امريكا

3 – ولاجل مواصلة الخداع وتضليل اطراف عراقية، تريد امريكا الحصول على دعمها وانخراطها في جهود عملية تضبيط صلتها بايران لصالحها، بتحييد بعض القوى الداعمة لايران داخل العراق وتعزيز قوة ردع البعض الاخر منها، فان الشعار الذي تطرحه امريكا لاقناع تلك الاوساط العراقية هو ضرورة ضرب ايران في العراق. ان ما تريده امريكا في الواقع هو تقليم اظافر ايران في العراق وفي المنطقة وليس قصها وقص اجنحتها التي تحلق فيها، ومن ثم فان مفهوم الصفقة بينهما مازال هو السائد وليس الانخراط في صراع اساسي.

4 – المطلوب امريكيا وايرانيا خلط الاوراق في المنطقة كلها، من خلال احتمال توجيه ضربات جوية وصاروخية انتقائية محدودة لايران، لان امريكا بحاجة لكسب كل العديد من الاطراف العربية، التي اذهلها قيام امريكا ب(تقديم العراق هدية لايران)، كما قالت تلك الاطراف، ونتيجة لذلك اخذت تتخوف من النوايا الامريكية الحقيقية فتحفظت في تعاملها مع امريكا، اما الان فان المطلوب امريكيا هو اعادة تحشيد كل الاطراف العربية الممكن اقناعها بان تصطف مع امريكا لضرب النفوذ الإيراني الذي تجاوز الحدود المسموح بها. اما من جهة ايران فان تلوث وسقوط سمعتها في الوطن العربي والعالم الاسلامي نتيجة دورها المشين في غزو العراق واثارة الفتن الطائفية المقيتة لاجل تقسيم كافة الاقطار العربية، يجبرها على الاقدام على خطوة لتحسين سمعتها وتقديم حجج لمن كان يدعمها من العرب لاستئناف دعمها وتعزيزه. وهذا الامر غير ممكن الا عبر وسيلتين، الاشتباك مع امريكا في صراع محدود، او قيام حرب جديدة في لبنان او بين سوريا واسرائيل تتاح لايران من خلالها الظهور بمظهر من يقاتل اسرائيل بالواسطة! ان التصعيد الخطير في لبنان وضد سوريا هو المكمل للتصعيد الخطير الامريكي الإيراني.

5 – ان الصدام الامريكي الإيراني، ان وقع، فانه سيؤدي الى اتفاق امريكي ايراني على اقامة (شرق اوسط جديد) تكون ايران طرفا اساسيا فيه الى جانب اسرائيل، مهمته اعادة رسم الخارطتين السياسية والسكانية للوطن العربي، بطريقة تخدم الاهداف الامريكية الاسرائيلية الايرانية بالدرجة الاولى، ويكون المتضرر الاكبر منه هو الاقطار العربية. وهذا التغيير يمكن ان يحدث عقب عاصفة صدامات عسكرية تشعلها عمليات القصف الجوي والصاروخي الامريكية، فترد ايران بضرب القواعد الامريكية في المنطقة ومنشأت النفط العربية وهكذا تشمل الصدامات الخليج العربي والجزيرة العربية، وقد تقترن بتغيير سياسي في ايران.

6 – واخيرا وليس اخرا فان التصعيد مع ايران يقصد به التغطية على تطور الوضع العراقي والذي يتسم بسقوط الخيارات الاخيرة لكل من امريكا وايران في العراق، من خلال انتصارات المقاومة العسكرية وفشل مخطط اشعال فتنة شاملة بين فصائل المقاومة العراقية. لقد اصبح جليا للادارة الامريكية من خلال تقارير جنرالات امريكا في العراق بان الاسابيع والشهور القادمة ستكون حاسمة نتيجة اصرار المقاومة على التعجيل بحسم الصراع في العراق ووضع حد للاحتلال. وكان من اهم مؤشرات ذلك التصعيد الكبير في عمليات المقاومة وانضمام ابناء العشائر العراقية خصوصا في جنوب العراق، بطريقة اوسع، الى المقاومة الوطنية والبعث في جهد مشترك وشامل لطرد الاحلال الذي وصل مرحلة من الاعياء لم يعد معها قادرا على خوض معارك شاملة ومتزامنة في كل العراق.

ان حزبنا وهو يسجل هذه الملاحظات يدعو كل ابناء العراق لليقظة والحذر من تكتيكات الاستدراج المنظم لبعض التنظيمات للتعاون مع امريكا، او لعقد صفقات مشبوهة معها على حساب هدف التحرير. كما ان حزبنا يدعو الجماهير العربية ومثقفيها الى الانتباه الى اللعبة الايرانية التي تنفذها مباشرة، او عبر اذرعها العربية، والقائمة على استخدام الدم العربي والارض العربية للدفاع عن ايران ومصالحها القومية. وهنا يجب ان نشدد القول على ان من غير المقبول الدفاع عن ايران وهي تحتل ارض عربية في العراق والجزر والاحواز، وتعمل وبشكل اخطر مما تفعل اسرائيل الان لتغيير الهوية العربية للعراق وللاقطار العربية الاخرى. ان الموقف الوطني والقومي الصحيحان هما اللذان لا يفصلان موقف ايران في العراق، وهو موقف دولة استعمارية معادية بكل ما تعنيه هذه الكلمة معنى، عن موقفها من امريكا والذي يقوم على التعاون معها وبنفس الوقت الضغط عليها لعقد صفقات على حساب الاقطار العربية. من هنا فان المطلوب الان هو الاصرار على محاربة العدوين الخطرين للامة العربية وبلا هوادة وهما امريكا وايران وتجنب الاتكاء على احدهما ضد الاخر


عاشت الثورة العراقية المسلحة