الأحد، أوت 26

القومية العربية عصية على الهزيمة

القومية العربية عصية على الهزيمة

الدكتور غالب الفريجات

العروبة تجسد لها روح ربانية ، تكاد تكون جسما جاءت الرسالة فنفخت الروح في هيكلها ، والامة التي هي جسدها العروبة و روحها الرسالة السماوية بمقد ورها الحياة على الرغم ان الله سبحانه و تعالى ، قد اكد في كتابه العزيز ان هذه الامة وسط بين الامم ، وهي شاهدة على هذه الامم يوم الحساب ، و سيد هذا الكون ، و نبي هذه الامة هو شاهد على الجميع ، و العروبة ولد ت من رحم هذا النسيج المكون من الامة و رسالتها ، والقومية العربية جاءت لتجسيد هذا التناغم بين الامة و روحها ، و قد استطاعت ان تكون خير امة لخير رسالة ، و الا ما كان الرب يختارها لو لم تكن بمقدور عظمة الرسالة ،على الرغم ان ذاك الزمان كان يشهد على امبراطوريتين لكل منهما باعه الطويل في القوة الماد ية ، امبراطورية الروم ، و امبراطورية الفرس . امام حالة العروبة اليوم يظن البعض خائبين من روم هذا الزمان و حلفائهم اليهود ، وممالأة الخونة و العملاء على الساحة العراقية و العربية ان بمقدورهم ان يظفروا بالعروبة و مهمة القومية العربية في اخذ ا لذات العربية نحو تحقيق اهداف الامة ، التي تتوق لولاتها من جديد عند ما يتكامل الواقع مع الجوهر ، و عندما ترى هذا الامة ان د ياجير الظلام التي تحيط بها لا يزيلها الا ناموس الحياة الروحي الذي جاء لهذه الامة حتى تؤدي رسالتها ، و تتقدم على غيرها من امم الارض في البذ ل و العطاء الارضي و السماوي الروحي و المادي ، الفلسفي و العلمي . شمت الكثيرون من الاقلام المأجورة لسقوط بغداد ، وزاد ت شماتتهم بعد اسر فارس الامة صدام حسين ، و ظنوا ان الامين العام للحزب العروبي الذي ينادي بالعروبة و القومية مع وقوعه في الاسر قد اتى الامبرياليون و الصهاينة و عمالائهم على ما خططوا له من هزيمة لتاريخ الامة و مجد بطولاتها ، وما نسجوه من خيال مريض لحالة الاسر ، وما صنعوه من فيلم هوليودي ممجوج لحالة الاسير المترنح بين ايديهم القذ رة ، ظنوا انهم قد انجزوا الفصل الاخير من مسرحيتهم القذ رة التي خططوا لها و نسجوا فصولها ، ليتم قذ ف العروبة و الامة ، و القومية بالجبن و الذ ل و الهوان ، و ان العرب بفرسانهم هم من لايملك مشروعا و لا يجسد حياة و لا مبادىء ، و لكن غاب عن بالهم و هم الذين يخططون في الغرف المظلمة ان هذه الامة ليست امة عاقر ، فهي تلد كل يوم بطل على الارض العربية من الماء الى الماء ، وها هم ابطالها على ارض فلسطين والعراق تذ يقهم الهزيمة تلوى الاخرى . لقد قال السناتور جوليد مان ، ديمقراطي من كونيكيتوت ان صدام حسين نفسه سلاح د مار شامل ، و لم يكن صدام الا قائد فيلق من فيالق الامة ، و على الرغم ان فيلقه يتواجد في كل ارض تنطق بالضاد العربيةالا ان له رفاقا اخرين يجسد ون ذات المبادىء و يسيرون على ذات النهج ، و اذا كانت مؤته بمعركتها الخالدة قد جسد ت ان القائد الذي يسقط شهيدا يليه اخر طالبا للشهادة ، فالعروبة و قوميتها المغمسة بالرسالة السماوية هي على ذات النهج ليتوالى الشهداء على نفس الطريق و نفس النهج . قال شمعون بيرس السياسي الصهيوني المعروف ، ليس المهم وجود اسلحة دمار شامل ، المهم الانتهاء من صدام حسين و نظام حكمه ، انهم واهمون ، ورب الكعبة هم اكثر من ذلك لانهم قد اختزلوا العروبة بشخص القائد الفارس صدام على الرغم من عظمة دوره ، و اهمية هذا الدور لتوجيه بوصلة المقاومة و التحرير ، و لكن ، هل ماتت الامة بعد البطل القومي جمال عبد الناصر ، الم يكن صدام حسين على ذات النهج في الموقف من الامبريالية و الصهيونية ، و الم تكن ذات الحشود من الفئران كمنتسبين للعروبة التي كانت تشكل ذ خيرة هؤلاء الاعداء في الهجوم على ذات النهج القومي العروبي لعبد الناصر بشخصه ، و هي ذات الحشود في الهجوم على صدام حسين بشخصه و نهجه ، و هل سيطول فرح شمعون بيرس بعد ان يرى بام عينه هزيمة الامبرياليين الامريكان على ارض العراق بجهاد و نضال رجال المقاومة و التحرير من ابناء العراق العروبيين والذي سيكون السطر الاول في وثيقة السقوط لامبريالية الشر في واشنطن ، و سيكون ذ لك اهتزاز عرش الكيان الغاصب على ارض فلسطين . و ولفوويتز نائب وزير الدفاع الامريكي قال لدينا مهمة اهم علينا ان ننجزها في العراق ، وهي مساعدة شعب العراق على اقامة بلد د يمقراطي ، اهي اسطوانة امريكية جد يدة ، بعد فشلهم في اسطوانة اسلحة الدمار الشامل و ماذا اذا كانت عزيمة العراقيين ستلقي باجساد مرتزقتهم في مياه دجلة و الفرات ، واي د يمقراطية و حرية في ظل احتلال عسكري بغيض اكل الاخضر و اليابس في كل قيم الامم الاخلاقية ، كل هذه الادعاءات الممجوجة تغطية لتخطيطهم على ان العروبة في العراق و النهج القومي هو الذي كان يؤرقهم، والامة بنهجها القومي ، والعروبي هو الاكثر خطورة على مخططاتهم، الم يصاد قوا اكثر الحكام عد وانية للامة في وحدتها و رسالتها ، ثم اذا كانت الامة قد عّلمت العالم ابجد ية الحرف والتاريخ و الحضارة ، وهي رائدة الحياة و حاملة رسالة الرب الى الكون تكون بحاجة لزمار هذا العصر و مهرجيها في صنع الحياة على ارضها ، واقامة الحرية و الديمقراطية التي يزعمون ، و لماذا هذا الحرص على العراق و العروبة ، و هم اكثر التصاقا باكثر حكام العالم ديكتاتورية ووحشية، واذا كانت الديمقراطية و الحرية هد ف الشعوب و المجتمعات و الافراد ، فهل تاتي من خلال الغزو والاحتلال ، و سلب الانسان ابسط حقوقه في كرامته و امنه ، ام هي اسطوانة جديدة بعد ان فقدت الاسطوانات الاخرى ذبذ باتها و لم تعد قاد رة على اداء الحركة و الفعل لخد مة تجار الحروب . جورج تينت ، مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية قال ، من المؤكد اننا واجهنا صعوبات للتسلل الى النظام العراقي من خلال افراد ، و لماذا كان هذا الاهتمام بالتسلل ، و هل التسلل الا صفة للصوص ، وهل كان تينت من اشار الى رئيسه الصغير للتسلل الى ارض العراق لزيارة مرتزقيه، ا ما كان الاجدى بعملاء الC.I.A. ان يعملوا في الهواء الطلق ، وان يعلنوا امام الملأ ان الجاسوسية هي من الصفات الخسيسة التي تقدم عليها الد ول وان الجواسيس هم من ارذ ل البشر لانهم يعملون في الظلام ، و رجال الظلام هم اللصوص الذين يسرقون متاع الاخرين و اموالهم ، ورجال ال C.I.A. يسرقون حياة الاخرين لصالح زعماء الديمقراطية و حقوق الانسان . كل هذه المؤامرات على العراق و نظامه الوطني القومي التقدمي و شخص الرئيس الفارس صدام حسين ، هي رد على كل هؤلاء المرتجفة قلوبهم ، الممالئين العدو في كل توجيهاته و احلامه ، و كل هذه المؤامرات هي شهادة في صالح العراق نظاما و رئيسا انه كان شوكة في حلوق كل هؤلاء و ان العروبة تخيف كل اعداء البشرية تجار الحروب ، لان العروبة دعوة حق في وجه الباطل ، ولان العروبة صاحبة رسالة ربانية تؤمن بالعدل والمساواة ، وهم لا يفهمون و لا يسلكون الا طريق الظلم و القهر ونهب حقوق الشعوب واستعباد مجتمعاتها ، ولان العروبة هي التي تد ق ناقوس الخطر في وجه هؤلاء الاشرار حتى لا ينفلت عقالهم و يطيحوا بما انجزته الانسانية من تقدم و حضارة لانهم اعداء الحضارة و التقدم الانساني ، وهم عبدة الدرهم والدولار ، والعروبة صاحبة الدعوة في ميزان التوازن بين المادة والروح . ان من يتوهم ان العروبة في رسالتها الخالدة قابلة للهزيمة فهو واهم لان هذه الامة برسالتها خير ا مة اخرجت للناس ولن يسمح الرب لخير الامم بالانقراض ليجعل من الشر سيد الكون ، فالله سبحانه مع الخير و الى جانب الخير وهو بعث بكل رسالاته الى الارض من اجل الخير ، لذا فاننا على يقين ان الامة عصية على الهزيمة ، وهي في كل محنة تواجهها تفاجأ الدنيا بانطلاقتها من جديد ، وهاهي بغداد بفترة وجيزة ، و عند ما ظن الخائبون من الرعاع الامريكان و حلفائهم الصهاينة و عبيدهم من العرب و العجم انها دالت لهم قد خرجت بثوب التحدي في بطولات رجال المقاومة و التحرير، والتي اذهلت العالم في برنامجها السياسي و العسكري الذي اختطته لمنهج الصفحات القاد مة ، و التي لن تكون الا و بالا على الامريكان و الصهاينة و خزيا و عارا لاتباعهم من العرب والعجم ، وها هم فرسان العروبة و ابطالها على ارض فلسطين و العراق يجسد ون العروبة بروحها الجهاد ية و ياخذون بيد الامة نحو الخير لابناء البشريةلانهم يواجهون اباطرة الشر والعدوان على الانسانية المتمثلة بالامبريالية الغربية بقيادة الولايات المتحدة ، والصهيونية العالمية وكيانها الغاصب على ارض فلسطين، نعم العروبة بخير لانها قاد رة على الانجاب البطولي كل يوم ، وقادرة على التصدي والمواجهة في كل زمان و مكان ، وهي رغم كل محاولات التيئيس و دعوات التخاذ ل ، تاخذ بيدها مشاعل الحياة ، لتعيد للامة مجدها و قد سيتها ، و لتعيد للتاريخ القومي العروبي رائحته العبقة من بطولات مؤته و القادسية و اليرموك و حطين ، وكل ايام العرب الخالدة.

ليست هناك تعليقات: