الاثنين، مارس 10

صلاح المختار : زيارة نجاد للعراق تتويج طبيعي للتعاون الامريكي – الايراني


صلاح المختار : زيارة نجاد للعراق تتويج طبيعي للتعاون الامريكي – الايراني

قال السيد صلاح المختار ان زيارة احمدي نجاد للعراق هي تتويج طبيعي للتلاقي الايراني – الامريكي – الاسرائيلي ، في عهدي الشاه وخميني ، حول هدفهم المشترك وهو تفتيت الامة العربية كلها ، بسلاح الطائفية الان ، وبسلاح القوة في عهد في عهد الشاه ، فكل السياسات الايرانية وبغض النظر عن النظام السياسي موجهة اساسا للهيمنة على الامة العربية وغزو اجزاء منها ، جغرافيا وسكانيا ، واقامة امبراطورية فارسية تحت غطاء الدين ، لذلك يجب ان لا نفصل الزيارة عن اطارها الستراتيجي وسياقها التاريخي . واضاف السيد المختار في مقابلة مع فضائية ( الحوار ) التي تبث من لندن واجريت يوم 8 / 3 / 2008 ان اهم محطات الخلفية الستراتيجية هذه هي التالية :

أ – لقد جسدت الخمينية اقوى اشكال العداء القومي الفارسي للامة العربية برفع شعار حربي وصهيوني ، بكل ماتعنيه هاتين الكلمتين من معنى ، وهو نشر ما اسماه ( الثورة الاسلامية ) في الوطن العربي وليس في بلدان غير اسلامية ، مع ان المطلوب لو كان هذا الشعار اسلاميا حقا هو نشر الثورة في بلدان غير اسلامية ! وكانت الترجمة الصهيونية لهذا الشعار ، والتي اشعلت الحرب الدامية بين العراق وايران ، في عام 1980 ، هو ( تحرير القدس عبر تحرير بغداد ) واتخاذ طوات عملية لتنفيذه واهمها اعلان رسمي ايراني متكرر بان اسقاط نظام البعث والرئيس الشهيد صدام حسين هو الخطوة الاولى نحو تحرير القدس ! واقترن ذلك بالقيام بنشر اعمال التخريب والاغتيالات في العراق ! ان من لا ينتبه لخطورة هذه السياسة لن يستطيع فهم المخطط الاسرائيلي – الامريكي تجاه الامة العربية على الاطلاق والقائم ، اصلا واساسا ، على تحويل الصراعات في الوطن العربي من صراعات تحررية ضد الاستعمار والصهيونية الى صراعات طائفية داخل اقطار الوطن الكبير وصراعات اسلامية – اسلامية بين الاقطار العربية والبلدان الاسلامية .

ب – وجاءت خطوات متتابعة لتوكد هذه الصلة الصهيونية – الامريكية مع ايران الملالي ، فلقد ثبت وباعترافات رسمية ايرانية وامريكية واسرائيلية ، بان ايران تلقت اسلحة ضخمة من امريكا واسرائيل ، فيما سمي ( ايرانجيت ) . ومن المثير للتأمل والدهشة هو ان بعض العرب يكررون القول بان امريكا قد دعمت العراق اثناء الحرب مع ايران مع ان الوقائع الفعلية والرسمية تثبت العكس وهو ان ايران هي التي تلقت الاسلحة من هذين الطرفين وليس العراق .

ان السؤال الذي يجب عدم اغفاله هو : ما هي مصحلة اسرائيل وامريكا في تقديم السلاح لايران اثناء الحرب غير تدمير العراق والتخلص من النظام القومي التقدمي فيه تمهيدا لغزوات ايرانية ، بغطاء طائفي صفوي اولا ، لاجل التخلص مما يسمى ( الخطر العربي على اسرائيل ) ؟ اننا نواجه منذ الثمانينيات واقعة اطلقت عليها تسمية ( ايرانجيت ) ، كما نواجه حقيقة معروفة وثابتة وهي ان اسرائيل قدمت السلاح لايران ، ومقابل ذلك لا يوجد مصطلح ( عراقجيت ) . ولهذا تحدينا ، منذ الثمانينيات ومازلنا نتحدى ، كل من يدعي ان امريكا دعمت العراق اثناء الحرب العراقية – الايرانية ان يقدم دليلا واحدا على ان العراق تلقى رصاصة واحدة من امريكا ، ولم يتقدم احد سوى بمعلومات سربتها المخابرات الامريكية للاساءة للعراق وشيطنته بنظر العرب والمسلمين ، تردد تلك التهمة المشبوهة دون ذكر هل ان العراق تلقى اسلحة او دعما امريكيا حقيقيا ام لا ، لان امريكا تعرف جيدا ان من تدعمه اما ان يكون تابعا لها او انه محاط بشكوك عميقة حول سلامة نهجه السياسي ، من وجهة نظر عربية واسلامية ، فهي اذن ذلك صلة عار .

ج – في عام 1998 ، وحينما وقع العدوان الامريكي الجديد على العراق تحت اسم ( عملية ثعلب الصحراء ) المعروفة ، وفشل في تحقيق اهم اهدافه ، وهو غزو العراق انطلاقا من الجنوب ، بعد تمهيد بالقصف الجوي والصاروخي للقضاء على القوات المسلحة الوطنية وتسهيل دخول القوات الامريكية خلف قوات عميلة كانت قد اعدت على حدود العراق ، توصلت ادارة بيل كلنتون الى استنتاج حاسم وهو ان الغزو الناجح للعراق لا يمكن ان يتم من دون تعاون ايراني مع امريكا على اساس ان لها اذرعا في العراق تستطيع دعم الغزو الامريكي . وبدأت الاتصالات الامريكية الايرانية تحدث في اوربا وغيرها سرا لاجل الاتفاق على عمل مشترك ضد العراق ، وتمخضت هذ الاتصالات عن موافقة ايران على انضمام ما كان يسمى ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ) الى الاجتماعات والمؤتمرات التي عقدت في اوربا خصوصا مؤتمر لندن ، الذي نظمته المخابرات الامريكية وحضره عبدالعزيز الحكيم رسميا باسم المجلس ، علما ان هذا المجلس شكلته المخابرات الايرانية رسميا وتقوده عناصر ايرانية . مقابل ذلك وعدت امريكا الجانب الايراني باعطاءه امتيازات في العراق !

د - وجاء غزو العراق ليقدم الحقائق الدامغة والتي يستحيل انكارها والتي تعيد التاكيد على ان ايران ، وليس العراق ، هي حليف امريكا واسرائيل الاساسي في الحرب على العراق وفي قضية نشر الفتن الطائفية في الاقطار العربية ، فلقد قامت ايران بما يلي :

1– رأينا ايران تدخل فيلق بدر الى جنوب العراق ، بعد ان بدأت القوات الامريكية والبريطانية تتقدم من جنوب العراق لاحتلال الجنوب والتقدم نحو الوسط والشمال ، واخذ هذا الفيلق يهاجم القوات العراقية وقوات المقاومة الشعبية ، التي كانت تقاتل قوات الاحتلال ببسالة . ويتذكر المجاهدون العرب الذين تطوعوا لمقاتلة امريكا ودخلوا العراق وانضمو للقوات الشعبية العراقية التي كانت تقاتل المحتلين بان المفاجئة الكبرى التي صدمتهم كانت مهاجمة فيلق بدر للمجاهدين وقتل اعداد كبيرة منهم !
2– أمرت ايران الحوزة في النجف ، وهي ايرانية ولا يوجد عربي واحد من بين من يقودها ، بان تصدر فتاوى تمنع مقاتلة قوات الاحتلال ، فاصدر علي السيستناني فتوى تدعوا العراقيين الى عدم مقاتلة قوات الاحتلال وترك الجيش والذهاب الى بيوتهم

3– أمرت ايران السيستاني ، وهو رسميا ايراني الجنسية ، وحوزته الفارسية بأن تصدر فتوى تأمر الصفويين في العراق بالاشتراك في التشكيلة السياسية التي اقامها بول بريمير ، الحاكم المدني الامريكي للعراق ، وهي ( مجلس الحكم ) ، لذلك رأينا ان اهم ثمرات الاتفاق الامريكي – الايراني كانت مشاركة الاحزاب الصفوية في العراق ، وبالدور القيادي بلا منازع ، في الحكم الجديد ، فاصبحت اذرع ايران هي القوة الاساسية التي اعتمد عليها الاحتلال في محاولات ترتيب اوضاع العراق المحتل . ان اثنين من رؤوساء الوزارات الثلاث كانوا عملاء ايران وهما ابراهيم الاشيقر الجعفري ونوري المالكي . لهذا فان الدور الحاسم في محاولات اقامة دولة عميلة بديلة عن الدولة الوطنية كان لاذرع ايران ، لذلك تدهور دور العملاء الاخرين لامريكا مثل اياد علاوي واحمد الجلبي ، واصبحت اذرع ايران في العراق هي القاعدة الاساسية للاحتلال ، وتلك حقيقة لا يمكن انكارها حتى من قبل العمان .

د – رأينا ايران تصبح أول دولة تعترف بالاحتلال ، من خلال زيارة وزير خارجيتها ، الذي كان اول وزير خارجية يدخل العراق بعد الاحتلال .

هـ - رأينا ايران تلعب الدور التنفيذي الاهم ، وبلا منازع ، في الخطة الامريكية – الاسرائيلية القائمة على تدمير الدولة العراقية . لقد كان احد اهم اهداف الاحتلال هو تدمير الدولة العراقية وليس اسقاط النظام الوطني فقط ، اما تنفيذ هذه الخطة فكان من ( أختصاص ) اذرع ايران بحماية القوات الامريكية . ومالم تدمره ايران سرقته ، كالمعامل والاسلحة الثقيلة ، فلم يبقى في العراق سلاح ثقيل او معمل حكومي الا وسرق

و – رأينا ايران ، وبواسطة فرق الموت التي توجهها المخابرات الايرانية مباشرة وعلنا بعد ان فتحت مكاتب لها في كل الوزارات خصوصا وزارة الداخلية ، تقوم باغتيال الاف الضباط والطيارين العراقيين ، وهم الذخيرة العسكرية لحماية العراق والركيزة الاساسية لاعادة بناء الجيش ، لاجل حرمان العراق من فرصة اعادة بناء الجيش فورا لحمايته من التدخلات الخارجية خصوصا الايرانية . ان قرار تصفية القوة الضاربة والاساسية في القوات المسلحة العراقية ، وهي ضباطه وطياريه الذين استغرقت عملية اعدادهم اكثر من ستة عقود وفي مختلف الانظمة السياسية ، لم يكن فقط لاعطاء ايران فرص فرض الهيمنة الايرانية على العراق بلا معوقات عسكرية بل ايضا الانتقام من الجيش الذي منع التوسعية الايرانية من الوصول الى الوطن العربي ، عبر العراق بصفته المعبر البري الوحيد للوصول الى بقية الاقطار العربية ، والحق الهزيمة الاكثر مرارة في تاريخ ايران الحديث بها . ان كل العراقيين يعرفون ان الاف الضباط الذين تمت تصفيتهم جسديا كان ثمرة قرار ايراني جاهز نفذته فرق الموت باشراف مباشر من المخابرات الايرانية التي ادخلت الى العراق حوالي 120 الف منتسبا اليها لتنفيذ الخطط المرسومة لتحييد العراق لعدة عقود من الزمن !

ز – ورأينا ايران تشترك مع الموساد والمخابرات الامريكية في تصفية الضمانة الاساسية لقدرة العراق على اعادة ما دمره الغزو ومواصلة التقدم ، وهي العلماء والمهندسين والاكاديميين ، فقتلت المخابرات الايرانية من هذا الصنف ، المهم جدا من الثروة البشرية العراقية المئات ، وفاقت ماقامت به الموساد والمخابرات الامريكية ، نتيجة وجود معلومات لدى ايران من داخل العراق سابقة للغزو عن اسماء اغلب هؤلاء .

ك – ورأينا ايران تأمر اتباعها في العراق بالدعوة الى الفدرالية – وهي في الواقع كونفدرالية وليس فدرالية - تمهيدا لتقسيم العراق ، وتنفيذا لهذا الامر كانت الجماعات الموالية لايران ، او ذات الاصول الايرانية ، متمسكة بتطبيق الكونفدرالية والعمل على ترسيخ نظام المحاصصة العرقية - الطائفية ، ولذلك كانت جماعات ايران في العراق اول واهم واخطر من أيد دستور نوح فيلدمان ، الامريكي الصهيوني ، والذي كان جوهره تقسيم العراق فعليا الى ثلاثة دول : دولة كردية في الشمال ودولة سنية في الوسط والغرب ، ودولة شيعية في بعض الوسط والجنوب !

ل – ورأينا ايران تعمل بهستيريا ، عبر حزبي الحكيم والمالكي وغيرهما ، على تبني مفهوم جديد طرحه الاحتلال الامريكي ، وهو ان الثروة في العراق يجب ان تقسم على الاقاليم الثلاثة ، كما وصفت حالة الانفصال التي ارادوا اقامتها ، لان من يستحق الثروة هو من يسكن الارض التي توجد عليها او فيها او تحتها ، وهذا يعني ان من لا يسكن على ارض فيها ثروة سيحرم منها ! مع ان العراق كان طوال تاريخه يعد الثروة ملك لكل العراقيين بغض النظر عن مناطق سكناهم ، وان الدول المركزية هي التي تحدد اوجه صرف الموارد . لقد لعبت امريكا وايران على وتر الانانية الاقليمية او الطائفية او العرقية ، وحاولتا كسب دعم اغلبية العراقيين على اساس اغراءهم بالمال ، ومعاقبة من لم يؤيد الاحتلال بحرمانه من الثروة وتركه يعاني من فقر تام ، وهو ما دعا اليه ليزلي جيلب ، الباحث الامريكي واحد اهم خبراء امريكا ، حينما قال باننا يجب ان نعاقب المناطق ( المتمردة ) ، اي التي تقاوم الاحتلال ، بحرمانها من اي ثروة ! ان هذه الخطة وضعت لاجل ايجاد تقسيم جديد بين العراقيين ، يضاف الى تقسيمهم الى سنة وشيعة واكراد وتركمان الذي بدء الاحتلال به بعد الغزو ، وهو تقسيم العرب والمناطق ذات الانتماء الواحد الى جماعات متناحرة من اجل الثروة !

وتلك الخطة الامريكية والايرانية هي اهم مافي مخطط شرذمة العراق الى عشرات الكيانات القزمة والهامشية وخلجنته . واستنادا الى هذه الخطة رأينا الجماعات التابعة لايران تطرح بشكل علني ضرورة تقسيم الثروة على ساكنيها ، وكانت عملية مقتدى الصدر في بداية عام 2006 والتي اعقبت تفجير مرقد الامام علي الهادي في سامراء ، مصممة لاجل تغيير التكوين الطائفي لبغداد ودفع الاف الايرانيين والصفويين العراقيين لاحتلال مناطق البغداديين وطردهم منها ، عن طريق ( التطهير ) العرقي والطائفي للالاف منهم ، لان بغداد تعوم فوق بحيرة نفط ، وارادت ايران ضمها الى اقليم الجنوب !
م – ورأينا ايران تنجح ، الى حد ما ، فيما فشلت في تحقيقه اسرائيل وامريكا ونظام الشاه لعدة عقود من الزمن قبل الغزو ، وهو اثارة فتن طائفية بين العراقيين واجبار بعضهم على التفكير بشكل طائفي ، من خلال استخدام ايران لابشع انواع القتل والتعذيب ضد العراقيين ، سواء ابادة السنة في اقبية الموت في وزارة الداخلية ، وتحت اشراف وزيرها صولاغ وهو ايراني صرف ، واغتيالهم بطرق لم يألفها العراق مثل وضع العرب السنة في افران مخابز الخبز حتى التفحم ، او باستخدام الدريل ( المثقاب الكهربائي ) في التعذيب بصورة اشد بشاعة من كل اشكال التعذيب التي عرفها العالم ، ولذلك اصبح اسم صولاغ مرتبطا باكتشاف وتطبيق هذا النوع من التعذيب ! او عن طريق تفجير الاماكن الشعبية للعرب الشيعة بواسطة مفخخات تعدها ايران وتزرعها بواسطة مخابراتها ، او بواسطة تنظيمات تكفيرية طائفية سنية زودتها ايران بالمال والسلاح لاجل قتل الشيعة واجبار من يبقى على الاحتماء بايران ، وهذا الاسلوب مطابق كليا لاسلوب الصهيونية في اجبار اليهود في المانيا على الهجرة الى فلسطين من خلال دفع اموال طائلة لهتلر .

ن – ورأينا ايران تأمر فرق الموت فيها باجبار العراقيين على الهجرة ، نتيجة القتل الجماعي لكل افراد العوائل وابادة سكان مناطق كاملة . ولعب جيش المهدي الدور الاكثر وحشية في تنفيذ هذا المخطط الايراني – الامريكي – الاسرائيلي ، وكان هدفه الابعد هو تغيير البنية السكانية للعراق ، بتحويله من قطر يشكل العرب فيه اغلبية ساحقة تبلغ 85 % من السكان الى بلد لا هوية قومية فيه سائدة عدديا لاجل تسهيل تقسيمه نتيجة توازن القوى المصطنع ! وكانت نتيجة الحملة الاجرامية والدموية لجيش المهدي مدعوما من قبل قوات الاحتلال هي تهجير حوالي ستة ملايين عربي عراقي من ديارهم وادخال ملايين الايرانيين الفرس ، اضافة لادخال اكراد من ايران وتركيا وسوريا وغيرها ! ان الهجرة العراقية هي الاكبر ليس منذ غزو فلسطين ، كما روجت الامم المتحدة واعترفت بتهجير اربعة ملايين عراقي ، بل لانها الاكبر في العصر الحديث . ان الهجرة الفلسطينية بلغ عدد ضحاياها الان اربعة ملايين فلسطيني ، وكانت عند التهجير اقل بكثير لذلك فان تهجير العراقيين العرب عملية اخطر واكبر من عملية تهجير الشعب الفلسطيني .

ح – ورأينا ايران تفاوض امريكا رسميا حول ما اسمته ( مستقبل العراق ) ! وكأن العراق محافظة ايرانية !

ط – ورأينا ايران تعادي المقاومة العراقية علنا ورسميا وتعدها ارهابا ، وهو موقف اجبر اذرع ايران خارج العراق على تبني موقفها من المقاومة العراقية .

ي – ورأينا ايران تقدم على خطوة من المستحيل ان تترك مجالا للشك في انها الشريك الاول والاهم لامريكا في غزو العراق ، حينما كرر اكثر من مسؤول ايراني الاعتراف الذي صدر عن محمد خاتمي في نهاية عام 2004 ، حينما كان رئيسا لايران ، وهو انه ( لولا مساعدة ايران لما نجحت امريكا في غزو افغانستان والعراق ) ! ان هذا الاعتراف الذي كرره اقطاب ايران ومنهم هاشمي رفسنجاني واحمدي نجاد وغيرهم بطرق مختلفة لكنها تتفق على ان ايران كانت هي المساعد الاول لامريكا في النجاح بغزو العراق ، نقول ان هذا الاعتراف وحده واذا تركنا كل الادلة الاخرى يكفي لاثبات ان ايران شاركت امريكا في غزو وتدمير العراق ، وبما ان الاعتراف هو سيد الادلة فان من ينكر من العرب مشاركة ايران في غزو العراق ما هو الاعميل رخيص ومنحط لايران ، او انه ايراني الولاء لدرجة انكار ما يعترف به قادة ايران رسميا

ما الذي يترتب على هذه الملاحظات ؟ ان النتيجة العملية الاهم والاخطر هي ان ايران ، وبتخطيط متأن ودقيق ومقصود ، شاركت امريكا في غزو وتدمير العراق ومحاولة تغيير هويته العربية والاستيلاء على اجزاء منه وتحويلها الى اراض ايرانية او ثروات ايرانية ، كما يحصل الان باستيلاء ايران على مناطق النفط في جنوب العراق مباشرة وسرقة النفط العراقي منها منذ الغزو . لذلك فان زيارة احمدي نجاد للعراق هي تحصيل حاصل ونتيجة طبيعية للدور الحقيقي لايران في غزو العراق ولا تنطوي على غرابة وتمت برعاية امريكية رسمية وكاملة . وهنا يجب ان ننبه لعنصر عرضي في الزيارة لكنه مهم جدا في تحديد درجة انغماس ايران في خطة تدمير العراق وهي وقاحة نجاد عند الزيارة والتي تجسدت في مطالبته لامريكا بالانسحاب من العراق وكأن ايران لا تشارك في احتلاله !!!
وحينما علق مقدم البرنامج على شرح السيد المختار بقوله ربما تكون بعض هذه الملاحظات صحيحة ولكن بعضها موضع خلاف رد المختار قائلا : ما قلته ليس فيه اجتهاد بل هو حقائق معروفة لكل العراقيين وتوجد مئات الادلة على صحتها .