الاثنين، مارس 3

كولشان: نخلة عراقية قدميها متجذرة في ارض العراق وراسها شامخ بعلو السماء

كولشان: نخلة عراقية قدميها متجذرة في ارض العراق وراسها شامخ بعلو السماء



صلاح المختار
مرة اخرى تتعرض الكاتبة المناضلة كولشان البياتي للاضطهاد بسبب موقفها المشرف الرافض للاحتلال الامريكي ودعمها للمقاومة الوطنية العراقية ، فلقد سبق وان اعتقلت من قبل قوات الاحتلال ، ومع ذلك لم تتراجع او تتزحزح قيد انملة عن عراقيتها . ولانها نخلة عراقية فان قدميها الموغلتين في عمق تربة العراق رفضتا التحرك من موقعها على الارض المقدسة وترك العراق وهو يذبح من الوريد الى الوريد على يدي امريكا وايران وتطوعت ( ممرضة ) تداوي جراح العراق ، الذي تحميه الاذرع السمر للمقاومين العراقيين البواسل ، من غربان ايران الاشرار وضباع امريكا الجياع للقتل . ولان الله يسكن في ضميرها ويتوسد جبينها ، الوضاء كتوهج بندقية المقاتل العراقي ، رفضت الخوف وقبله احتقرت اصحاب القلم الذين انقلبوا على ضميرهم حينما ايدوا الاحتلال .
اليوم تفصل كولشان من وظيفتها كصحفية محترفة وتفهم الصحافة على انها رمز للشرف المتجسد في كلمة لا تمسح من دفاترنا القديمة ، لانها خيرت بين مسح ماضيها العراقي المشرف وبين الاستمرار في العمل مصدر رزقها الوحيد ، فاختارت كعادتها الماضي المشرف ، وهو الانغماس حتى شعر راسها في حب عراق حر واحد يحكمه ابناءه ، وليس نغول ايران او ماسحي احذية الامريكان .
صغير ووضيع ذلك الذي تسبب في فصلها فرسم على جبينه عار خيانة الوطن وعار خيانة المهنة الصحفية . وهذا ليس بالغريب على جرذان الانتهازية فهم دوما يلعقون احذية المحتل بينما هو يركلهم على قفاهم المعروضة امامه !
كولشان تستحق دعم كل كاتب وصحفي واكاديمي ، بل كل مناهض للاحتلال ، فهي لم تفصل لان اسمها كولشان بل لانها مقاومة بالقلم للاحتلال ، لذلك لا مجال للصمت على ما جرى لها ، فارفعوا اصواتكم ، يامن انغرست اقدامكم في اعماق عراقنا العظيم وحافظتم على طهركم الوطني ، ويامن بقيتم ، ايها الاحرار العرب ، تمسكون بجمرة عروبتكم في زمن صارت فيه مطاردة . ادينوا من فصل كولشان من مصدر رزقها الوحيد ، وخاطبوا لجان حقوق الانسان العربية والنقابات المهنية ، ومنها نقابات الصحفيين ، لترفع صوتها ضد القتل عن طريق الحرمان من المهنة ، وقد قالت العرب ( قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ) . كولشان تصمت بخشوع من يجلس في محراب مقدس اسمه عراق المقاومة ، وتأبى نفسها الطاهرة ان تتوسل احدا ، لكنها صرخت امامنا ، لتلفت انتباهنا لاضطهاد مورس ضدها ، وسكتت ، وحان دورنا لنتكلم عنها .
الصمت على اضطهاد كولشان هو براءة رسمية من انسانيتنا ورجولتنا ، ومن انوثة ماجداتنا اللواتي فلقن فولاذ دبابات الاحتلال برقتهن ، التي استمدت منها الريح والمياه قدرتها على نحت الصخور رغم الملمس الناعم والرقيق للماء والاحساس الهش بحركة الريح .
لا تصمتوا واجعلوا من قضية كولشان رمزا لازدواجية معايير من يقوم على منطمات حقوق الانسان ومراسلون بلا حدود ، فحينما كانت النظم الوطنية تحاسب صحفيا ، ليس لانه صحفي بل لانه متعاون مع الاجنبي ضد وطنه ، سواء كان امريكيا او غيرذلك ، كانت هذه المنظمات تملا الفضاء وكل خلاء بالزعيق والكذب والمبالغة ، لكنها اليوم ، ومئات الصحفيين العراقيين تغالهم قوات الاحتلال او فرق الموت الايرانية ومع ذلك لا نرى نفس رد الفعل السابق ! فهي ام تصمت كما الموتى ، او انها تحتج برقة من يغازل سيده الذي يدس في جيبه مصروف الجيب !

ليست هناك تعليقات: