الأحد، جانفي 6

معركة الثأر من العُراق

معركة الثأر من العُراق



أبو ليث /تونس

إن الحرب المفتوحة منذ ثمانينات القرن الماضي على العُراق والتي بلغت أوج شراستها وبربريتها ليست إلا محاولة عبثية لتصفية بلد لا يضاهيه أي بلد آخر في التكيف مع الصعاب
والانبعاث الحي من الرماد.
إن المتوهمين لإمكانية تصفية العُراق يجهلون التاريخ أو يتجاهلون أو أنهم لا يولونه الأهمية التي يستحقها أمام التكنولوجيا العسكرية المتطورة والذكية التي يمتلكونها وهذا بالفعل ما يقع اليوم لقادة الولايات المتحدة الأمريكية الذين يحملون على عاتقهم مهمة مستحيلة حسب منطق التاريخ الذي يفرض أن يلغي الفرع المستجد الأصل الثابت الراسخ فالعُراق كيان عاصر التاريخ البشري وصنعه وحسب خبراء التاريخ أن البلاد الرافدين قادت جيرانها واعتمدت بلاد الأنضول وكنعان والبحر الإيجي على الثقافة الرافدية .....وبهذا القدر أن هذه الحضارة تمتد جذورها إلى ما قبل عصر المعرفة والتعلم..... ذلك أنها برزت في فجر التاريخ 3200 ق.م في دولتين سومر وأكــــــــــــــــد لكن للأسف يستمر إضعاف فكرة تصفية هذا الكيان التاريخي أو ترويضه واحتوائه في تجاهل هذه الحقيقة ومتجاهلين معها حقيقة تواصل النظام الوطني في العراق مع أصوله العريقة رابطا إياها بآفاق إنسانية جديدة تناغم مع الرسالة التحضيرية و التمدينية للعراق القديم و هو ما أثر حفيظة أعداء العُراق التقليديين فجعوا من وصول العُراق إلى مصاف الدول المبدعة معرفيا سببا مباشرا للعدوان معيبين على العُراق امتلاك قدراته وتحقيق نهضته دون تبعية أو تذليل وقد عبر الرئيس الشهيد صــــــــــــــــــــــــدام حســــــــــــــــــين عن تلك الروح
الوطنية المتحفزة للبناء الوطني المستقبل قبل ربع قرن حين قال " ليس هناك وضع دائم أبدي لا يتغير بتغير الظروف والتجدد الحياة ولكن تبقى هناك اختيارات فكرية وسياسية أمامـــــــــــــية"
ويعتبر بناء العُراق نموذجيا لمصلحة جماهيره بكل قومياته المتآخية متطهرا من كل القيود الإمبريالية والاستعمار القديم و الجديد والتخلف والاستغلال منطلقا نحو التوحد الكامل مع أمته العربية ولا شك أن هذا التصميم على تأصيل العُراق وتحرير وتأهيله للعب دوره القومي الطبيعي المنشود هو الذي جلب النقمة الاستعمارية وحشد من كل صوب أعداء الدور التاريخي الريادي للعُراق بدءا من العيلاميين الجدد (الفرس) الذي غزو جنوب العراق في القرن 11 ق.م إلى الأتراك الذين غزو العُراق في القرن 16م مرورا بشعوب أخرى ........ وأبرز المتربصين بالعُراق وبطريقة ممتدة وبالفعل تآمري غير منقطع هم اليهود فيما عرف بالسبي البابلي على يد الملك نبوخذنصر سنة 500ق.م وجلب مقاتيلهم أسرى إلى بابل وتوزيعهم على ريفها فاشتغلوا في الزراعة والتجارة وبذلك اكتسب اليهود من خلال هذا السبي البابلي نزعتهم الإنعزالية ورفض الآخر .... وبقيت هذه الصور أمام أعينهم مبشرة بكل سوء وقتامة لا تنيرها غير هبة المقاومة و استعادة الرشد وأنهم يرونها بعيدة ونراها قريبة بإذن الله .

عــــــــــــاش العُـــــــــــــــــراق.....والنـــــــــــــصر للمقاومة البــــاسلة ..وتحـية للشهداء والمجاهدين وعلى رأسهم صـــــــــــــــــــــــدام حســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين رحمه الله

ملاحظة : لن ولم تكسر عين العُراق مدام هناك مقاومة وسيبقى العُراق مهد الحضارات والأبطال والشهداء

ليست هناك تعليقات: